الحجاج ماله وما عليه (3)

الحجاج ماله وما عليه (3)

خروج الحجاج لمحاربة عبد الله بن الزبير

عندما إستقرت الأحوال بالشام ل(عبد الملك بن مروان) وأراد الخروج إلى العراق لتخليصها من (مصعب بن الزبير) واليها من قبل أخيه (عبد الله بن الزبير) جعل يستنفر أهل الشام فيبطئون عليه ، فقال له (الحجاج) سلطنى عليهم فوالله لأخرجنهم معك ، فأذن له فى ذلك

، فيروى أن (الحجاج) كان لا يمر على باب رجل من أهل الشام إلا أحرق عليه داره ، فلما رأى الناس ذلك سارعوا إلى الخروج.

ولربما اتهم (الحجاج) بالإفراط فى القسوة فى تنفير أهل الشام للقتال ولكنها وسيلة كانت تبررها غاية ، وهى توطيد الملك وجمع الرعية حول الإمام ، وقد نجح فى ذلك ، واجتمع لدى (عبد الملك) جيش كبير ، حتى إنه لما نظر أصحاب (مصعب) إليه تواكلوا ودخلهم

الخوف والفزع ، وانتصر (الحجاج) على (مصعب) وقتله سنة 72 من الهجرة ، وبقتل (مصعب) صفا العراق ل (عبد الملك بن مروان).

أما الحجاز فكان لا زال تحت إمرة (عبد الله بن الزبير) حيث إعتصم به وسمى (العائذ بالبيت) ، وفكر (عبد الملك بن مروان) فى أمر هذا الخارج عليه المعتصم ببيت الله الحرام ، ورأى أن لا مفر إذ أراد أن يثبت عرشه من أن يحارب (ابن الزبير) حتى يقضى عليه .

وعندما طلب (عبد الملك) من أهل الشام أن يستعدوا للخروج لملاقاة (ابن الزبير) صمتوا وقعدوا ، فقام الحجاج وقال : أنا لها .... ذلك لأن (الحجاج) كان طموحا ، يريد ان يصل إلى قمة المجد ، فضلا على أنه كان يخلص للأمويين إخلاصا صار مضرب الأمثال.

خرج (الحجاج) من العراق على رأس جيش لا يزيد عن ثلاثة الآف مقاتل ، واخترق الصحراء ونزل بالطائف دون مقاومة ، وكانت الطائف يومئذ يسكن فيها (محمد بن الحنفية) وغيره من كبار الصحابة وأبناء عمومة الرسول ﷺ وأبناء العباس ، وقد أخرجوا هؤلاء

على يد عبد الله بن الزبير ، فلجأوا إلى الطائف خوفا على أنفسهم بعد أن هددهم (عبد الله الزبير) بإحراقهم لعدم مبايعتهم له.

ووجود هؤلاء فى الطائف فهو لا شك من الأمور الذى رحب بها الحجاج ، لرفع حالة جنوده المعنوية الذين يوشكون أن يهاجموا بيت الله الحرام.

المصادر :
- الحجاج المفترى عليه
- خلافة عبد الله بن الزبير ... الصلابى
- العقد الفريد
- الإمامة والسياسة
- تاريخ الإسلام ... الذهبى
- قصة الإسلام ... د. راغب السرجانى