الحجاج (20)
من الأعمال الصالحة التي قام بها الحجاج بن يوسف في حياته غير التى ذكرناها سابقا :
استنئاف_الفتوحات_الإسلامية :
أراد (الحجاج) استئناف حركة الفتوحات الإسلامية -التي توقفت لبعض الوقت لكثرة النزاعات التي واجهت الدولة الأموية - لذلك أرسل الجيوش المتتابعة واختار لها القادة الأكْفَاء، مثل (عبد الرحمن بن الأشعث)، و(قتيبة بن مسلم الباهلي)، الذي ولاه (الحجاج) خراسان سنة 85هـ/ 704م، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنًا، ونجح في فتح العديد من المدن بآسيا الوسطى، فغزا فرغانة وافتتح كاسان وأورشت وخشكت.
وفي سنة (87هـ) غزا (قتيبة) بيكند إحدى مدن بخارى وافتتحها عنوة، ثم عاد إلى مرو.
وفي سنة (88هـ) غزا نومشكت ورامثنة . وفي سنة (89هـ) غزا بخارى ونجح في الاستيلاء عليها سنة (90هـ)، فأسس بها جامعاً بعد أن دمر بيت النار، فصالحه أهل الصغد على جزية يؤدونها إليه.
وفي سنة(93هـ) افتتح (قتيبة) سمرقند، وغزا فرغانة والشاش "طشقند" سنة (95هـ)، ففتح كاشان وقصبة وفرغانة وخجندة .
وفي سنة (96هـ) غزا (قتيبة) كاشغر أدنى مدائن الصين فطرقت جيوشه بذلك أبواب الصين من الجهة الغربية .
وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
كما بعث الحجاج (بمحمد بن القاسم الثقفي) لفتح بلاد السند، وكان شابًّا صغير السن لم يتجاوز عشرين عاما، ولكنه كان قائدًا عظيمًا موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات في أن يفتح مدن وادي السند (باكستان حاليا).
إصلاحات_أخرى
في الفترة التي قضاها (الحجاج) في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة؛ فقد أمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهارها جسور فأمر ببنائها، وأنشأ خزانات بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار لتوفير مياه الشرب، وكما أمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
كذلك ساعد الحجاج بن يوسف الثقفي في تعريب الدواوين (تحويلها من الفارسية إلى العربية) ، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها.
يتبع .............
المصادر :
- قصة الإسلام ... د.راغب السرجانى
- الأمويون : دولة الفتوحات / د.عبد الحليم عويس