الشعاع المنير
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو و ترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى
نتشرف بتسجيلك ..شكرا

الشعاع المنير
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا

أو التسجيل إن لم تكن عضو و ترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى
نتشرف بتسجيلك ..شكرا

الشعاع المنير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التلوين في الخطاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمال حجو
Admin
جمال حجو


عدد المساهمات : 732
تاريخ التسجيل : 27/02/2012
الموقع : الشعاع المنير

التلوين في الخطاب Empty
مُساهمةموضوع: التلوين في الخطاب   التلوين في الخطاب I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 20, 2019 2:30 pm



في سورة آل عمران عندما تحدث عن الكفار (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)) قال (فأعذبهم) حاضر وعندما تحدث عن المؤمنين (وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ


فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)) قال (فيوفّيهم) ولم يقل فأوفيهم. العمل كله لله تعالى فلماذا قال في الأولى فأعذبهم ثم فيوفّيهم؟


في سورة أل عمران الآية 56 و57 تبدأ بقوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ


(57)) هنا بصيغة المتكلم (فأعذبهم) أنا للمتكلم الله سبحانه وتعالى و (,اما الذين آمنوا ) انتقل الى الغيبة فقال (فيوفيهم) هو ولم يقل فأوفيهم وبينا حقيقة في أن استعمال الحضور والغيبة والإفراد والجمع هذا نوع من


التلوين في الخطاب. التلوين في القرآن الكريم يخاطب مرة بالافراد ومرة بالجمع ومرة بالمعظِّم نفسه ومرة بالافراد لكن يرد السؤال: لِمَ الإفراد هاهنا ولِمَ الجمع هاهنا؟ ولِمَ استعمل التكلم هاهنا ولِمَ استعمل الغيب هاهنا؟


فضلاً عن التلوين في الخطاب وليس مجرد التلوين. عندما قال تعالى (فأعذبهم) فيها معنى الحضور بالنسبة للسامع. السامع يستشعر الحضور والسامع يستشعر الغيبة أما الله تعالى فهو حاضر في كل حين استعمال


الحضور لأنه يشير الى الدنيا والآخرة. الدنيا حاضرة والآخرة غائبة فاستعمل الحضور هنا (فأعذبهم في الدنيا والآخرة) و الكافر والمشرك أو المُلحِد هو في حقيقته معذّب في الدنيا لسبب يسير أن الموت حقيقة يتفق عليها


الجميع لذا سمّاه القرآن الكريم اليقين (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ولو سألت المُلحِد الذي لا يؤمن بشيء: تموت أو لا تموت؟ يقول لك أموت فالموت يقين لكن الخلاف هو ما بعد الموت. الشاعر يقول:


قال المنجّم والطبيب كلاهما لا تُبعث الأجساد قلت إليكما


إن صحّ قولكما فلست بخاسر وإن صحّ قولي فالخَسار عليكما


هذه الفكرة حقيقة تراود غير المؤمن بالله وتخطر في باله أنه لو كان ما يقوله الناس صحيح هناك آخرة كيف سيكون موقفي؟ لذلك هذا الكافرحقيقة هو مُعذّب دائماً لا يستطيع أن ينفكّ من هذه الفكرة فهذا عذاب الدنيا ولا


تستطيع أن تجد انساناً غير مؤمن بالله واليوم الآخر يضع رأسه على المخدة وينام خلال ثواني إلا المؤمن يضع رأسه على المخدة وينام بعد أن يحاسب نفسه على ذلك اليوم ويستغفر ويحمد الله تعالى يضع رأسه وينام حتى


يتعجب الناس كيف ينام بهذه السرعة. فعذاب في الدنيا والآخرة حقيقة للكافرين فاستعمل الحاضر. لمّا كان الكلام عن الأجور ودفع الأجور و أن الأجر بعد انتهاء العمل وليس في الدنيا استعمل معه صفة الغائب


(فيوفّيهم) لكن في الوقت نفسه أن كلمة (فيوفّيهم) ترتبط بنهاية الآية (والله لا يحب الظالمين) غيباً. للغائب تنسجم هذا الغيب مع هذا الغيب لكن هذه رواية حفص عن عاصم تلك التي نقرأ بها، لكن عاصماً روى لشُعبة


لتلميذه الثاني (فنوفّيهم) بالنون واستشكل الأمر. وهي قراءة حقيقية لما نقول (نوفّيهم) بالحضور مع التعظيم لأن هذا الأجر وفاء الأجر من العظيم يكون له عظمة. لم يقل (فنعذّبهم) لأنه لا يريد أن يأيّسهم من كل شيء.


(نوفّيهم) تمهّد للآية التي بعدها لأنه انتقل بعد ذلك بالكلام الى المعظِّم نفسه تعالى (ذلك نتلوه عليك).


القراءة الثانية نحن نقول دائماً نجمع بين القراءات. القراءة الثانية هي تمهّد للآية التي ستأتي لأن فيها التعظيم (ذلك نتلوه) لم يقل (أتلوه). مسألة القراءات ينبغي أن نقف عندها وقفة قصيرة جداً للإيضاح: قلنا أن القرآن


الكريم نزل في أمة أمّية في غالبها ولا شك في أمية العرب الذين كانوا يقرأون ويكتبون قِلّة لأن القراءة والكتابة حاجة، البدوي في الصحراء لا يحتاج إليها لكن ابن قريش المشتغل بالتجارة يحتاج إليها لذلك كان القُرّاء


الكاتبون في قريش أكثر من غيرهم حتى بعض النساء من قريش كُنّ يقرأن ويكتبن فلما نزل القرآن بلغة قريش والقبائل الأخرى كانت تُسمع الآية ثم تقولها بلهجتها فالرسول صلى الله عليه وسلم من رحمته بأمته سأل الله


عز وجلّ أن يخفف عن أمّته فأجاز لهم أن يقرأوا بقراءات متعددة سماها الأحرف ونزل بها جبريل ولا يقرأ بشيء من القرآن بما يوافق العربية بل بما يوافق الرواية (أن يكون مرويّاً). جميع المسلمين يُجمعون على هذا


بدءاً من أقدم كتاب وصل إلينا كتب سيبويه الذي يقول: "والقراءة سُنّة متّبعة". هم يقولون، علماؤنا يقولون هكذا. ثبت في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم أن القرآن كان يُقرأ بهذه القراءات المختلفة بلا شك لأن عندنا


حوادث في الصحيح لمّا سمع عمر بن الخطاب أحد الصحابة يقرأ بغير ما يقرأ هو فتلببه وأخذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله هذا يقرأ بغير ما أقرأتني فقال اقرأ وقال هكذا نزلت وهكذا نزلت فلا


تختلفوا. وهذه حقيقة يستفيد منها بعض المفكرين المسلمين أن وحدة الأمة مقدمة على اشياء كثيرة وأن الصواب يتعدد، لا تقول لي أنا صواب وما عدا صوابي خطأ، لا. (يوفّيهم) صواب و(نوفّيهم) صواب وهذا في كتاب


الله عز وجل لكن لمّا تعلّم الناس القراءة والكتابة أول من حاول أن يوقف هذه القراءات عمر رضي الله عنه لأنه أراد أن يجمع الناس على حرف واحد ويقول الرخصة انتهى أمرها ولذلك لما سمع عربياً يقرأ (فتربصوا به


عتى حين) الحاء عين، سأله : من أين الرجل؟ قال : من العراق، لأن هذه رخصة لهذيل كانت فقط الهذليون يقرأون (عتى) وأجازها لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ابن مسعود هذلي فكان يقرأ (عتى حين) (وليس كل


حاء تُقرأ عين) هذه قبائل. أم الهيثم تقول:


إن لم يكن فيكن ظل ولا جنى فأبعدكنّ الله من شيراتي


ِشيراتي أي شجراتي، بدّلت الجيم ياء كما يحدث الآن (الريال والدياية) الابدال ليس في كل موضع. قال عمر: من أين الرجل؟ قال: من العراق، قال: من أقرأك (عتى حين)؟ قال: ابن مسعود. (وابن مسعود صحابي


هذلي يقرأ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتربصوا به عتى حين وأجازها له بأمر من ربه) مع هذا يكتب عمر اليه: أن الله عز وجل أنزل القرآن وجعله عربياً وأنزله بلغة قريش فأقريء الناس بلغة قريش ولا


تقرئهم بلغة هذيل. لاحظ موقف عمر رضي الله عنه الموحّد. ابن مسعود أدرك ماذا يريد عمر فاستجاب. ثم جاء عثمان فنبّه الكَتَبة وقال: إذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنه بها نزل. يعني ينبغي أن نتوقف عند


هذه الرُخَص. قد يقول قائل الآن نلغي القراءات، لا. القراءات علم الخاصّة. أنا حقيقة لا أميل لهذا الذي يجلس في المشرق ويقرأ (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين) ماذا يريد أن يقول للناس؟ يفهم


بالقراءات؟ أنت في بلاد المشرق فاقرأ (مالك يوم الدين) لا أقول حرام أو صلاتك باطلة لكن أقول أنت تربك الناس على خلاف ما أراد عمر وعلى خلاف ما أراد عثمان فأردوا أن يجمعوا لكن لمّا كُتِب المصحف من


غير نقط ولا شكل لمّا ذهبت نُسخ المصحف في الأمصار وكان الصحابة قد انتشروا في الأمصار، كل مِصر وجدوا ما يوافق رسم المصحف قال إذن هذا الذي أراده عثمان فبقيت هذا الذي يسمى القراءات وهي من آثار


الأحرف التي كانت رُخَصاً للقبائل. نحن الآن تأتينا قراءة متواترة يعني ترويها أمة عن أمة يعني قبائل وهذا الذي وقع لعاصم: الكوفة كانت موطناً لتجهيز الجيوش قبائل العرب كانت تأتي الى الكوفة فيعقد لها الوالي


الألوية لتذهب لنشر الاسلام ففيهم من شتى القبائل. بعض القبائل كانت تقرأ (فنوفيهم) فأقرأها عاصم لشعبة لأنه لا يستطيع أن يلغيها وبعضهم يقرأ (فيوفيهم) فأقرأها لحفص. والقراءات لا يتغير المعنى فيها ولا تتصور


إنه إذا قُرئ كذا وكذا المعنى الأساسي ثابت فيها فأحببت حقيقة أن أبيّن ان الذي يريد أن يتابع الموضوع ويتوسع فيه أن يقرأ كتاباً موجزاً في هذا الباب كتبه مكّي ابن ابي طالب القيسي الأندلسي وهو من القُرّاء وسأحتاج


لاسمه فيما بعد والكتاب اسمه الإبانة وهو كتيب صغير مطبوع طبعتين فيه بيان للأمر الذي لخصته الآن.


الدكتور حسام النعيمي

منقول....








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://1960.yoo7.com
 
التلوين في الخطاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجلة العمدة في اللسانيات وتحليل الخطاب
» عــرض لكتاب ( تحليل الخطاب الروائي) لمؤلفه : سعيد يقطين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشعاع المنير :: الفئة الأولى :: قسم القرآن الكريم :: القرآن و علومه-
انتقل الى: