أنى يستجاب الدعاء
كان أهل البصرة في عهد ابراهيم بن أدهم يتكاسلون في عبادة الله سبحانه وتعالى ولا يذكرونه إلا قليلا، فصار الدعاء لا يستجاب لهم، شكوا ذلك لإبراهيم فقال لهم: يا أهل البصرة ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه، فهل أدينا نحن اليوم حق الله؟
الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به، فهل عملنا به نحن اليون؟
الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته، فهل اتبعنا نحن اليوم سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم؟
الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه، ألم نجعل نحن اليوم الشيطان صديق حميم؟
الخامس: قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها، هل عملنا نحن اليوم للجنة؟
السادس: قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها، هل عملنا نحن اليوم الأعمال التي تبعدنا عن النار؟
السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له، هل استعدينا نحن اليوم للموت؟
الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم، هل تركنا نحن اليوم عيوب الناس واشتغلنا بعيوبنا؟
التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها، هل شكرنا نحن اليوم نعم الله سبحانه وتعالى؟
العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها، هل اتعضنا نحن اليوم بالموت؟
فأنى يستجاب لنا الدعاء وإن دعينا الله ليلا نهارا ما دمنا كذلك، واستغفر الله العلي العظيم.