اكسبي ود أهل زوجك
قد تفرض الظروف أو نفرض نحن على أنفسنا المعيشة مع أهل الزوج، فالوالدان
وأولادهم وزوجاتهم يقطنون في منزل واحد ولو كان صغيرًا، فلا نستبعد حينها
حدوث المشاكل نتيجة الاختلاط والضغط النفسي الذي تعيشه، فقد تجد الزوجة
حياة غير التي اعتادت عليها في بيت أهلها، وأناس يختلفون بالأفكار والآراء
والعادات والتقاليد عن ما عاشت عليه في بيت أهلها، وهذا يوقعها بمشاكل،
فكيف لها أن تعيش وتتأقلم مع أهل زوجها؟! فما عليها سوى تتبع عاداتهم
وتقاليدهم؛ فهذا يساعدها على التأقلم مع أهل زوجها.
السعادة الزوجية مطلب عزيز لكل أسرة وهدف قريب المنال لكل من حرص عليه
وسعى إليه؛ فالأسرة مرتع العطاء والأمان، وراحة البال وطريق النجاح. يعتبر
الزوج وهو أساس الأسرة فلذة كبد أمه، تعبت على تربيته وتعليمه، وسلمته بيد
زوجته أمانة، فوجب عليها أن تحافظ عليها، وذلك بالتلطف والتقرب من أهل
الزوج وخاصة أمه، وإظهار الاحترام لها.
فهناك عدة نقاط قد تساعدك عزيزتي الزوجة على كسب ود أهل زوجك:
إياك أن تغاري من حب زوجك لأمه وأبيه، فكيف نقبل من زوجة مسلمة أن تبدأ
حياتها بالغيرة من حب زوجها لأمه، وكيف نقبل من زوجة مسلمة أن توحي لزوجها
أن يبدأ حياته بمعصية الله تعالى ورسوله في أهله، يعق والديه ويقطع رحمه
من أجل رضا زوجته؟! وهو ما أنبأ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تغير
حال المسلمين وأخلاقهم في المستقبل، فأخبر بأنه في ذلك الزمان ) أطاع
الرجل زوجته وعق أمه، وأدنى صديقه وجفا أباه (.
إذا أساءت الزوجة التقدير في مسألة التعامل مع والدي الزوج، كانت مصدر
فتنة وحيرة للزوج، حتى يهلك وتهلك معه وتدمر الأسرة. عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال -صلى الله عليه وسلم-: ) رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف.
قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدَهما أو كليهما،
فلم يدخل الجنة (.
يجب أن تعرفي أن كل أم متعلقة بابنها، وكل ابن متعلق بأمه، ولا يمكن أن تبعدينهما عن بعض، فتأقلمي مع هذا الوضع.
إن حب الزوج لأهله ليس صفة سيئة، فحب الزوج لأهله واجب عليه من برٍّ لأمه وأبيه، ورعاية لأخوته وإخوانه وصلتهم وزيارتهم.
بيِّتي النية من البداية على أن تجتهدي وتحسني معاملة أم زوجك، وتحاولي
التقرب منها وتقدرينها بمثابة أمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )
إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى (.
اعملي لنفسك إيحاء ذاتيًّا بأنك تستطيعين بعون الله وتوفيقه أن تجعلي من علاقتك بأم زوجك علاقة حب وود وتفاهم.
ادعي الله كثيرًا بأن يحببك بأهل زوجك.
تذكري فارق السن بينك وبين أم زوجك؛ فهي بمثابة أمك، فاحترام الكبير واجب،
وتقبلي كلامها وآرائها بصدر رحب، حتى وإن كانت تختلف عن آرائك وأفكارك.
تأكدي أن خدمتك لأم زوجك يزيد من محبة زوجك لك.
إن اهتمامك بزوجك وحسن معاملتك له، وترتيب بيتك ونظافته يرضي أهل الزوج، ويعطي انطباعًا جيدًا عنك.
احترمي أسرة زوجك، وإياك وإبداء الغضب والتحامل عليهم خاصة الوالدين،
فالإسلام يدعونا إلى حسن الخلق مع الجميع. وتذكري أنك ستزوجين ولدك في
المستقبل، فماذا تنتظرين من زوجة ولدك؟
ساعدي أهل زوجك في إعداد الولائم والمناسبات، فهذا يجعلهم فخورين بك ويذكرونك بالخير أمام الناس.
لا تستمعين إلى الأخريات من جارات وأخوات بكره أم زوجك ومعاملتها بقسوة،
فهذا يباعد بينك وبين زوجك، وتأكدي بأن الاستماع من أسباب هدم البيوت.
لا تحاولي أن تذمي زوجك أمام أهله؛ فهذا يؤثر على علاقتكم، وقد يكرهونك بسبب لسانك، فلا تذكري زوجك إلا بما يرغبون سماعه.
إذا كنت تسكنين منفصلة عنهم، فداومي على زيارتهم، وعلمي أولادك الأدب والاحترام في التعامل معهم.
قدمي لهم الهدايا، ولا يشترط وجود مناسبة (تهادوا تحابوا).
إذا حدث بينك وبينهم مشكلة، فلا تضخمي الأمور، ولا تشكي لزوجك فورا، فبعض
الأزواج يكرهون ذكر أهلهم بسوء، ويضع اللوم على زوجته؛ لأنه لن يرضى بغضب
أمه عليه، واعلمي أنك أنت المتضررة في حال كبرت المشكلة بينكم.
امدحي أهله وأصدقاءه ولا تحقريهم، وأحسني استقبال ضيوفه، وشجعيه على صلة
رحمه، ولا تحاولي التفريق بينه وبين أهله وخاصة أمه، فلا تأمني لرجل خذل
والديه أن يخذلك، واعلمي أنهم أولى عليه منك عند الله ورسوله، فالزوج يحب
أن يسمع كل الخير عن أهله.
تهاني الفضل
المراجع:
• (المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية) نبيل بن محمد محمود.
• (زواج بلا مكياج) رامي خالد الخضر.