الحجاج (10)
إصلاحات الحجاج فى الزراعة
- تولى (الحجاج) شئون العراق بعدما قضى على (عبد الله ابن الزبير) ، وكان العراق يومئذ يشق عصا الطاعة على الخلافة ، وكان الخوارج يتربصون بالخلافة الدوائر ، والأقطار المتاخمة للدولة الإسلامية تنتظر الفتح.
- ورغم تلك المشاكل (الداخلية والخارجية) التى كانت فى مواجهة (الحجاج) لم يكن أحدا يلومه لو أنه أهمل شئون العراق العمرانية والزراعية ، إلا أن هذا البطل المنقطع النظير ، كان واسع الأفق عالى الهمة ، فاتسعت همته فجهز الجيوش وأدار الحروب من ناحية ، وقام بشتى الإصلاحات العمرانية والزراعية من ناحية أخرى.
- وعرف (الحجاج) أن الدولة لن تقوم لها قائمة إلا إذا ساد الرخاء أرجائها ، لذلك إعتنى بإحياء الأرض الموات وذلك بشق القنوات وحفر الأنهار وأصلح الأرض البور وجفف المستنقعات ، وأكثر من الثروة الحيوانية ، وقد بذل جهدا كبيرا جدا فى ذلك.
- وكان (الحجاج) فى إصلاحاته لا يعرف كلمة (المستحيل) .....
فذات يوم سأل دهاقين العراق (سعد ابن أبى وقاص) رضى الله عنه أن يحفر لهم نهرا ، فجمع الرجال لذلك وبدأوا فيه حتى انتهوا الى جبل لم يتمكن العمال من شقه فتوقف العمل فيه ، واستمر الأمر كذلك حتى تولى (الحجاج) العراق ، فجمع العمال من كل ناحية ، وقال للقائمين بالأمر : "انظروا إلى قيمة ما يأكل كل رجل من الحفارين ، فإن كان وزنه مثل وزن ما يقتلعه فلا تمتنعوا عن الحفر" فأنفقوا عليه حتى استتموه ونسب الجبل إلى (الحجاج) .
- كما بذل (الحجاج) مجهودا جبارا فى تجفيف المستنقعات وتحويلها الى أراضى للزراعة ، واستقدم العمال والمزارعين لإحياء تلك المناطق.
- وكان فى العراق أراضى كثيرة تبدوا عليها الخصوبة ولكن تنقصها الأيدى العاملة ، فأقطع (الحجاج) هذه الأراضى لمن توسم فيه المقدرة على زرعها.
- ورأى (الحجاج) إقبال الناس على ذبح البقر ، فخاف من انقراضه فحرم ذبحه ، فتألم الناس لذلك ، لكن لو إستعرضنا هذا الإجراء فى ضوء الأساليب الحديثة ، سنجد أن حظر الذبح فى بعض الأوقات يكون سببا لإنماء الثروة الحيوانية من لحوم وألبان ومستخرجاتها.
- ورأى (الحجاج) انصراف الناس عن الزراعة والهجرة إلى المدن ، وما سيترتب على ذلك من بوار الأرض ونقص الخراج ، فأمر بإرجاع هؤلاء المهاجرين إلى قراهم ، واشتد فى ذلك ، وأمر بأن يكتب على يد كل واحد منهما إسم قريته ، حتى لا يتركها ويذهب الى غيرها.
- ونرى المصلحون فى العصر الحديث يتحدثون عن مشروعات المياه الصالحة للشرب ، ثم نجد (الحجاج) فى القرن الأول الهجرى قد شيد صهريجا للمياه فى البصرة عرف للناس بإسمه ليشرب الناس منه.
يتبع ...........
المصادر :
- الحجاج المفترى عليه
- فتوح البلدان
- معجم البلدان