الحجاج (13)
الحجاج وحرب الخوارج
من أشهر فرق الخوارج التي قاتلها (الحجاج) : الأزارقة
الأزارقة :
هم أتباع (نافع بن الأزرق) ، الذين يعدون أشد فرق الخوارج تطرفا في الأفكار والمبادئ وجنوحا إلى العنف، فقد أباحوا لأنفسهم قتل الرجال والنساء والصبيان ((من المسلمين)). وقد انبث أفراد هذه الفرقة الخارجية في مناطق البصرة والأهواز وما وراءها من بلاد فارس وكرمان في أيام (عبد الله بن الزبير) وصاروا يحاربون المسلمين جهارا ، وجاءت تولية (المهلب) على حرب الأزارقة بناء على اختيار أهل البصرة له واقتران ذلك بموافقة (عبد الله بن الزبير) ، إلا أن (المهلب) لم يخرج لقتالهم إلا بعد أن اشترط على أهل البصرة جملة شروط أجابوه إليها، فخول الحق باختيار من يشاء من المقاتلة، وأن تكون له أمرة وخراج كل بلد يقع في حوزته ، وانتخب (المهلب) اثني عشر ألف رجل من أخماس البصرة.
واستمر (المهلب) يقاوم الخوارج فى عهد (عبد الله بن الزبير) وبعدما تمكن عبد (الملك بن مروان) من سيطرة الدولة الأموية على العراق، أمره بإبقاء (المهلب) على حرب الخوارج ، وبرهن (المهلب) على إخلاصه في حرب الخوارج ، فكما قاتلهم تحت لواء (آل الزبير) استمر يقتالهم تحت لواء (عبد الملك)، ولما أسندت ولاية العراق إلى (الحجاج بن يوسف الثقفي) سنة ٧٥هـ جد في مساعدة المهلب وحشد له العراقيين وشد أزره .
وطالت الحرب بين (المهلب) والخوارج ، وكان من رأى (الحجاج) أن لا يطاول (المهلب) العدو بل يسارع بالهجوم الخاطف ، أما (المهلب) فكان يرى مطاولة العدو إضعافا لقواه والتماسا لقيام الخلاف فى صفوفه ، وكان إختلاف وجهات النظر بين (المهلب) و (الحجاج) مثار خلاف دائم بينهما.
وقد بلغ الحال ب(الحجاج) أن رمى (المهلب) بالجبن عن مواجهة خصمه تارة ، وبالمطاولة المغرضة أخرى ، ومما كتبه (الحجاج) ل(المهلب) فى رسالة أرسلها إليه : "أما بعد فإنك والله لو شئت فيما أرى ، لقد إصطلمت هذه الخارجة المارقة ، ولكنك تحب طول بقائهم لتأكل بهم الأرض حولك ، وقد بعثت إليك البراء بن قبيصة لينهضك إليهم فانهض اليهم إذا جاء إليك بجميع المسلمين ، ثم جاهدهم أشد الجهاد ، وإياك والعلل والأباطيل والأمور التى ليست عندى بسائغة ولا جائزة ... والسلام)
وهناك الكثير من المكاتبات والمراسلات بينهم مما لا يسعه هذا المنشور.
واشتد (المهلب) في مقاومتهم حتى تمكن من القضاء على خطرهم، وقد أتاح له الخوارج أنفسهم فرصة كسر شوكتهم عندما انقسموا على أنفسهم قسمين، قسم تزعمه رجل اسمه (عبد ربه) فقد قضي عليه (المهلب) نهائيا ، وأما والقسم الآخر كان عليه (قطري بن الفجاءة) ومجموعته فقد رحلوا إلى طبرستان، ولكن (المهلب) تمكن من القضاء عليهم سنة ٧٧هـ بمساعدة جيش أرسله إليه الحجاج .
يتبع ...........
المصادر :
- الدولة الأموية ... الصلابى
- الحجاج المفترى عليه
- الخوارج دراسة ونقد لمذهبهم ... ناصر السعوي
- آل المهلب بن أبي صفرة ودورهم في التاريخ
- الكامل في التاريخ
- تاريخ الطبري