السلطان محمد الفاتح ( 2 )
مربيه و معلمه
آق شمس الدينأحد أبرز علماء الدولة العثمانية وهو الذي اكتشف السلطان محمد الفاتح
يعتبر آق شمس الدين أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية في العصر العثماني، ولد آق شمس الدين في دمشق عام 1389م/791هــ، وحفظ القرآن وهو في السابعة من عمره ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة أماسيا الواقعة في تركيا..
اهتم الشيخ آق شمس الدين بالعلم منذ صغره، ودرس في أماسيا وحلب وأنقرة، وكرّس حياته في العلم حتى أصبح من الأئمة في مجالات الطب، والفلك، والأحياء، والرياضيات، والعلوم الشرعية.
عمل آق شمس في مدارس الولايات العثمانية لسنوات طويلة فنشأ على يده مئات الطلاب من المبدعين..
بدأت شهرة آق شمس عندما كان مدرسا للسلطان محمد الثاني -الذي لُقِّبَ بعد فتح القسطنطينية بالفاتح- حيث استمر في تعليم السلطان محمد الفاتح حتى بلغ أشده، فتعلم الفاتح على يد الشيخ آق شمس الدين العلوم الأساسية كالقرآن الكريم، والسنّة المطهرة، والفقه، واللغات (العربية والفارسية والتركية) والفلك، والرياضيات، والتاريخ؛ لذلك كان للشيخ آق شمس تأثير بالغ على توجهات محمد الفاتح العسكرية والعلمية بل عدّه المؤرخون مكتشفا للسلطان محمد الفاتح.
وعندما أصبح محمد الفاتح سلطانا على الدولة العثمانية وجّهه آق شمس الدين على الفور للتحرك بجيوشه لفتح القسطنطينية، فكان للشيخ مساهمة كبيرة في فتح القسطنطينية؛ بل وشارك مع أبنائه وطلابه في جيش الفتح العظيم؛ لذلك لقب الشيخ آق شمس باسم (الفاتح الروحي لمدينة إسطنبول)، وبعد الفتح العظيم للقسطنطينية كان الشيخ آق شمس الدين أول من ألقى خطبة الجمعة في مسجد آيا صوفيا.
لم يحتل أحد في قلب محمد الفاتح مكانة مثلما احتلها أستاذه آق شمس الدين؛ فقد كان محبوبا لدى الفاتح، وقد عبّر الفاتح عن احترامه له بقوله: إن احترامي للشيخ آق شمس الدين، احترام غير اختياري، وإنّني أشعر وأنا بجانبه بالانفعال والرهبة.
وقد عاد الشيخ آق شمس الدين بعد ست سنوات من فتح القسطنطينية إلى موطنه بمدينة كونياك بعد أن أحس بالحاجة إلى ذلك رغم إصرار السلطان الفاتح على بقائه في إسطنبول.
وبالفعل عاد الشيخ آق شمس إلى بلدته ووافته المنيّة عند وصوله عام (863هـــ/1459) رحمه الله رحمه واسعة وجعل انجازات تلميذه الفاتح في ميزان حسناته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]