السلطان محمد الفاتح ( 6 )
.
[ صاحب بشارة رسول الله](( لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش))
[ رسول الله]
كاد السلطان محمد الفاتح أن يغمى عليه من هول الصدمة !
فلقد أخذه استاذه ( شمس الدين آق) بعد صلاة الفجر إلى مكان مجهول خلف أسوار القسطنطينية ، هناك طلب منه أستاذه أن يحفر بين الصخور المتراكمة وأن يزيل بمعوله النباتات التى تشابكت أغصانها حول تلك التلة خلف تلك الأسوار العالية ، فى نفس الوقت أخذ الشيخ شمس الدين آق يتلفت يمينا وشمالا ليتثبت من هذا الموقع الذى رآه فى منامه فى تلك الليلة ، عندها اصطدم معول الفاتح بلوحة حجرية مكتوبة باللغة اللاتينية التى كانت إحدى اللغات السبع التى يجيدها السلطان الشاب محمد ، فما إن فرغ الفاتح من قراءة تلك اللوحة حتى انهمرت دموعه بغزارة وكاد أن يسقط على الأرض وهو ينادى بأعى صوته :
(( أيها الأستاذ ، لقد وجدته ، لقد وجدته قبر الرجل الأسطورة ، لقد وجدت قبر صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم لقد وجدت قبر أبى أيوب الأنصارى! ))
لقد كان ذلك بالفعل هو قبر صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم أبى أيوب الأنصارى ، فلقد لاحظ الروم أن يزيد بن معاوية رحمه الله قام بدفن أبى أيوب على أسوار القسطنطينية بناء على وصيته ، فعندها سأل الروم المسلمين عن أمر ذلك الرجل ، ليخبرهم المسلمون بأنه رجل من خيرة أصحاب نبيهم ، وأنهم سيدمرون أخضر الروم إذا ما فكروا يوما ما فى نبش القبر إذا ما رحل المسلمون عنه ، فلما رحل يزيد بالحسين ومن معه من الصحابة والتابعين ، ذهب الروم إلى ذلك القبر وأخذوا يتبركون به ظنا منهم أن صاحب القبر بإمكانه منحهم البركة لأنه من الأولياء الصالحين ، ولم يعلم أولءك المشركون أن من فى القبر لا يسمعهم ، ولو سمعهم ما استجاب لدعاءهم ! فظل الروم الجهلاء يتبركون بالقبر بعد أن بنوه بالرخام وكتبوا عليه قصة صحبه باللاتينية ، إلى أن اختفى القبر بعد مءات السنين نتيجة لعوامل الطقس والبيءة ، حتى جاء العثمانيون الأبطال وفتحوا القسطنطينية ، فجاءت تلك الليلة التى رأى بها العالم الدمشقي شمس الدين آق كبير علماء المسلمين مكان القبر فى منامه ، ليبني المسلمون جامعا بجانبه اسمه جامع أبى أيوب الأنصارى ( موجود إلى الآن فى اسطنبول ) وليكون ذلك الجامع هو المكان الذى يتولى سلاطين بنى عثمان الخلافة عند بداية عهد كل خليفة عثمانى مسلم ! ومحمد الفاتح هو نفسه محمد الثانى كما تحب كتب المناهج العربية أن تطلق عليه ، وكأن من وضع هذه المناهج لنا لا يريد ابد للنشء أن يسمع كلمة بها راءحة النصر والفتوحات ، وكأنه ينبغى علينا أن نظل أسرى لقصص الهزاءم والنكبات والنكسات ، وولله إننى ما عدت الآن ألوم أولءك الشباب الياءس المحطم الذين أقابلهم بين الحين والاخر لأسمع منهم كلمات الهزيمة الداخلية ولأرى فى اعينهم علامات الانكسار النفسى والهوان ، فبعد أن تعمقت فى تاريخ الأمة ، وأدركت عظم قدر التزييف الذى يتعرض له تاريخنا بأسره ايقنت أن هؤلاء الشباب ما هم إلا ضحية من ضحايا الغزو التاريخى الرهيب الذى وضع لهم مناهجهم التى تعلموها فى مدارسهم ، ولا شك أن تلك الهزيمة النفسية التى زرعت فى شبابنا زرعا هى التى تدفعهم لكى يلقوا بأنفسهم إلى بحار الظلمات ، ليصبحوا وجبة شهية لأسماك البحار المفترسة ، وما هذا العمل الذى اقوم به فى جروب رموز الأمة ، إلآمحاولة لزرع روح الأمل فى شباب الأمة من جديد ، من خلال تسليط الأضواء على المواقف المشرقة أصلا فى تاريخ هذه الأمة .
وبطلنا الآن هو شاب أيضا لم يكن قد تجاوز الثالثة والعشرين من عمرة عندما فتح القسطنطينية ، إننا نتحدث عن رجل لم يفتح مدينة هامشيهة من مدن الأرض ، إننا نتحدث عن رجل فتح القسطنطينية !......
يتبع .....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]