جمال حجو Admin
عدد المساهمات : 732 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 الموقع : الشعاع المنير
| موضوع: الحجاج ماله وما عليه (5) الجمعة ديسمبر 06, 2019 11:57 pm | |
|
الحجاج ماله وما عليه (5) الحرب بين الحجاج وعبد الله_بن الزبير إستشهاد عبد الله بن.الزبير
أصبح (عبد الله بن الزبير) حائرا بعد إستبساله وخذلان الكثير من أنصاره له ، فدخل على أمه (أسماء بنت أبى بكر) وقد بلغت من العمر مائة سنة ، فقال : "يا أماه قد خذلنى الناس حتى أهلى وولدى ، ولم يبق معى إلا اليسير ومن ليس معه أكثر من صبر ساعة ، والقوم يعطوننى ما أردت من الدنيا ، فما رأيك ؟؟؟"
فقالت : "أنت والله يا بنى أعلم بنفسك ، فإن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعوا فامض له فقد قتل عليه أصحابك ، ولا تمكن رقبتك يتلاعب بها غلمان بنى أمية ، وإن كنت أردت الدنيا فبئس العبد أنت ، أهلكت نفسك ومن قتل معك ، وإن قلت : كنت على حق فلما وهن أصحابى ضعفت ، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين ، كم خلودك فى الدنيا ؟؟؟ القتل أحسن" فقال : "يا أماه إنى أخاف إن قتلنى أهل الشام أن يمثلوا بى ويصلبونى" فقالت : "يابنى إن الشاة لا تتألم بالسلخ بعد الذبح ، فامض على بصيرتك واستعن بالله"
وبعد حديث طويل تناول يدها ليقبلها ، فقالت : "هذا وداع فلا تبعد ، ادن منى كى أقبلك" ، فدنا منها فعانقها وقبلها فوقعت يدها على الدرع (وكانت عمياء) فقالت : "ما هذا صنيع من يريد ما تريد" فقال : "ما لبسته إلا لأشد متنك " فقالت : "إنه لا يشد متنى ، ولكن إلبس ثيابك مشمرة" ففعل وخرج بعد أن ودعها للإنضمام إلى أصحابه فى الحرم.
ونشبت الحرب بين الطرفين ، ثم بدأ المحاصرون فى مهاجمة (إبن الزبير) داخل الحرم ، فمرة يحمل فى هذه الناحية ومرة أخرى فى هذه الناحية كأنه أسد يعدوا فى أثر القوم حتى يخرجهم ، فلما رأى (الحجاج) أن الناس لا يقدمون على (ابن الزبير) ترجل وأقبل يسوق الناس حتى لا يتقهقروا.
وفى إحدى الحملات قتل صاحب علم (ابن الزبير) وصار العلم بأيدى أصحاب (الحجاج) فاستشاط (ابن الزبير) غضبا ثم حمل على جماعة من أصحاب (الحجاج) حتى أخرجهم من المسجد وتابعهم حتى بلغ بهم الحجون ، فرماه رجل بآجرة ، فأصابت وجهه فأرعش لها ودمى وجهه ، فتعاور عليه رجال (الحجاج) فقتلوه وقطعوا رأسه .
ولما قتل (ابن الزبير) كبر أهل الشام فرحا بقتله ، وبعث (الحجاج) برأسه ورأس (عبد الله بن صفوان) و(عمارة بن حزم) إلى المدينة ، فنصبت بها ثم أرسلت ل (عبد الملك بن مروان) أما جثته فقد صلبت على الثنية اليمنى بالحجون.
وقد أرسلت أمه تستأذنه فى تكفينه ودفنه ، فرفض ووكل بالخشبة من يحرسها ، وكتب إلى (عبد الملك) يخبره بصلبه ، وما كان من أمره ، فكتب إليه يلومه ويقول له : ألا خليت بينه وبين أمه؟
ومر (عبد الله بن عمر) على (ابن الزبير) بعد صلبه فقال : " السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب ، السلام عليك أبا خبيب ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا ، أما والله إن كنت -ما علمت- صواما قواما وصولا للرحم" ، ثم أرسل (للحجاج) قائلا له : "أما آن لهذا الراكب أن ينزل" فامتثل (الحجاج) لطلب (عبد الله بن عمر) وأرسل إليه من ينزله عن جزعه .
ولما قتل (الحجاج) (ابن الزبير) ارتجت مكة بالبكاء، فأمر الناس فجمعوا في المسجد ثم صعد المنبر فقال بعد حمد الله والثناء عليه: يا أهل مكة! بلغني إكباركم قتل (ابن الزبير)، ألا وإن (ابن الزبير) كان من خيار هذه الأمة، حتى رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها، فنزع طاعة الله واستكن بحرم الله، ولو كان شيء مانع العصاة لمنعت (آدم) حرمة الله، إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأباح له كرامته، وأسكنه جنته، فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته، و(آدم) أكرم على الله من (ابن الزبير)، والجنة أعظم حرمة من الكعبة، اذكروا الله يذكركم.
المصادر : البداية والنهاية ... ابن كثير الحجاج المفترى عليه ... د/ محمود زيادة - خلافة عبد الله بن الزبير ... د/الصلابى - الإمامة والسياسة - أنساب الأشراف ... البلازرى
| |
|